إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 12 أبريل 2014

فلنتفكر

حضرت أول محاضرة لي بالأمس في مادة " مختارات من الأدب العربي " وأدهشني أداء دكتور المادة أثناء المحاضرة نظراً لسعة علمه كما أعجبني أنه كان يتحدث باللغة العربية الفصحي مما لا أراه في العادة من معلمي اللغة العربية. في الغالب لست من هواة حضور مادة اللغة العربية في الكلية وعدد المحاضرات التي زرتها طوال دراستي بالكلية لا تتعدي العشر محاضرات. عدم حضوري كان في بعض الأحيان يكون من باب الكسل وأيضا بسبب أنني لا أري فائدة من الحضور علاوة علي أنني لست مع تدريس مادة العربي لطلاب كلية اللغات والترجمة. سأتحدث الآن عن بعض النقاط الهامة من وجهة نظري وربما تتفق معي فيها أو لا تتفق.
1- يجب علي المعلم والطلاب التحدث باللغة العربية الفصحي في المدارس والمعاهد والجامعات أثناء الحصة الدراسية أو المحاضرة نظراً لأني أري أن التحدث بالفصحي يهذب من روح الإنسان ويجعله قريباً أكثر من ثقافته الإسلامية والعربية علاوة علي أن المرء يجد متعة كبيرة في الحديث بها.
2- اللغة العربية لغة ثرية بالمصلحات وكثير منا لا يلم بها مهما بلغت وتعددت قراءاته وربما لو تعودنا منذ الصغر في التحدث بالعربية الفصحي لأصبحنا أقوي مما نحن عليه الآن.
3- الأمة التي تضيع لغتها تضيع هويتها وتصبح أمة تابعة لا ثقافة لها.

4- لا أنكر أنني قد أستفاد من مادة العربي المقررة علي كل عام ولكن أنا أرفض تدريسها لأنها ليس لها علاقة بما أدرسه أو لا يوجد أي ترابط بينها وبين ما أدرسه في الكلية وعندما بدأت دراسة في الكلية سألت البعض لماذا أنا أدرس عربي وكان ردهم : أن مادة العربي ستجعلك قوياً في الترجمة.
5- ما درسته في العاميين الماضيين بالنسبة إلي مادة العربي ليس له علاقة بالترجمة ولم أستفد منه في هذا المجال وإذا كانت مادة العربي لها علاقة بالترجمة فما علاقة الأدب الذي أدرسه هذا العام بالترجمة.
6- الموضوع مش " كُتر مواد " وإدرس يابني كذا لإنك لازم تدرسها. قسم أدب ألماني يوجد به علي ما أعتقد ثلاث مواد باللغة العربية.
7- معلم مادة الترجمة يجب أن يكون ملماً باللغة العربية لدرجة جيدة وهو الوحيد الذي يمكن بإستطاعته أن يربط لي بين اللغة العربية ومادة الترجمة وبالفعل يتم ذلك. وهنا قد تكون حققت الكلية أهدافها وهي أن تجعل الطالب قوياً في الترجمة.
8- من يدرس اللغة العربية فلتحضر له مواد لدراسة اللغة العربية ومن يدرس الطب تحضر له مواد تجعله بارعاً في الطب وهكذا وأنا بصفتي كطالب يدرس في قسم دراسات إسلامية باللغة الألمانية فأنا مطالب بأن يكون لدي علم شرعي وبأن أكون متفوقاً في اللغة الألمانية وهذا هو مجالي الذي قدره الله لي والذي أسعي بقدر الأمكان لكي أكون بارعاً فيه.
9- أنا أريد أن تعتمد منظومة التعليم علي تحديد طريق العلم الذي سيسلكه كل طالب فمن سيكون عالماً في الطب ليس بحاجة إلي دراسة مواد شرعية والعكس كذلك. منظومة التعليم تعتمد للأسف علي حشو في المواد وحشو في أدمغة الطلاب وفي النهاية يتخرج الطالب لا يفقه أي شئ في مجاله إلا من رحم ربي وبالتالي يعمل شئ غير الذي درسه وتصبح مصر منظومة فوضوية بحتة وهذا ما نراه الآن.
10- من القليل جداً أن نري عالم متفوق في مجالات مختلفة لذلك نري علماؤنا منهم من هو متفوق في علوم القرأن ومنهم متفوق في علوم الحديث وعلوم الطب والهندسة وهكذا.. لذلك إذا تفوق كل منا في مجال معين والعملية التعليمية ساعدت علي ذلك فسنصبح مجتمعاً متكاملاً بأبنائه بإذن الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق