وأني كلما تذكرتك أسمع صوت يهمس في أذني بأنه لا يحق لي التفكير فيكِ بعد الآن. أنتِ التي كنت أظن أنها أحبتني بشدة حد أنها تمنت أن أصير زوجاً لها وأنها لن تستيطع العيش بدوني. لا أعلم من فينا الذي قد خذل الآخر.ربما أنتِ وربما أنا وربما القدرهو من خذلنا.. القدر الذي طالما يخشاه الأحبة..ما زلت أتذكر ذلك اليوم الذي رأيتك فيه صدفة وأنتِ تمرين أمام بيتنا. كنت حينها واقفاً أمام البيت ورأيتك قادمة أنتي وصديقاتك. علمت حينها أنك كنتِ عائدة من إحدي الدروس الخصوصية لأنك كنتِ تحملين بعض الكتب في يديك.. كنتِ تمشين علي إستحياء وكأنك كنتِ تخشين مواجهتي.. تنظرين إلي الأرض وتتكلمين بصوت منخفض كعادة معظم الفتيات الذين تربوا وترعروا في القري. بعدها اعترضت طريقك وأخذت أنظر إليك نظرة ملؤها اللوم والعتاب إلي أن سألتك قائلاً :
- لماذا ؟
لم تبدي إندهاشاً كثيراً من سؤالي وكأنك كنتِ تعلمين جيداً ماذا أعني. بعدها أجبتيني قائلة :
- لأننا نفعل ما يريدونه هم لنا .. قراراتنا في الحياة هم من يتخذوها ونحن نسمع ونطيع.
- ولكن كان يمكن أن تقاومي بشدة .. كان يمكن أن تدافعي عن حبك الوحيد.. كان يمكن أن تدافعي عني !
- هل تريد مني أن أقف أمام أبي وأمي معلنة رفضي لإبن عمي الذي تقدم إلي خطبتي.
- كان يمكن أن تقفي أمام العالم كله إذا كنتي تحبينني بصدق. فمن يحب لا يمكنه التنازل عن حبه مهما كلفه الأمر.
- أشهد أنني لم أحب رجلاً في حياتي مثلك .. أشهد أنك أول رجل أحببته بعد أبي !
-
ماذا تفيد شهادتك إذن في حين أنكِ لن تكوني لي.. لن تصبحي زوجتي. حبك لي
بعد اليوم لن يفيدني في شئ .. بل سيجعلني أتعذب أكثر وأكثر وأنا الذي كنت
أتلذذ بحبك لي. سأتعذب لأنك لم تقفي صامدة أمام أبيك وأمك.
- لم أكن أستطيع أن أفعل ذلك فأنا بارة بأبي وأمي وأن رضا ربي في إرضائهما.
-
لا أريد منك أن تكوني عاقة لأبيك وأمك بل كان يجب عليكي أن تتحدثي معهم
بهدوء وتبلغيهم بأننا نحب بعضنا البعض وأنني فور انتهائي من دراستي
الجامعية سأتقدم إلي خطبتك.
- أنت تعلم جيداً أن فتيات القري لا يمكن لهم التمرد.
- ولكنك ما زلتي صغيرة .. لم تنتهي من المرحلة الثانوية بعد .. كيف ستتم خطبتك هكذا !!
- ولكنك ما زلتي صغيرة .. لم تنتهي من المرحلة الثانوية بعد .. كيف ستتم خطبتك هكذا !!
ابن عمي - يعمل مهندساً بإحدي الشركات في دول الخليج وأهلي قد وافقوا عليه وستتم خطبتنا بعد أن يعود.
كنت أتألم مع كل كلمة كانت تقولها لي وكأن حبنا أصبح شيئاً عادياً بالنسبة لها. من يحب لا يمكن أن يستسلم بسهولة رددتها لذاني. أقف أمامها ولا أتحدث..عقلي يفكر ويتساءل ما الذي جعلها تستلم هكذا برغم حبها الشديد لي . هكذا هم الفتيات يوفون بالوعود وينقضونها .. يحبون وعند أول رجل يطرق باب بيتهم يتقدم إلي خطبتها تجدها طائرة من الفرحة وتوافق عليه مباشرة وتنسي الرجل الذي أحبته وأعطت له قلبها.. هم فتيات خائنات غادرات ناقضات بالعهود ولا يمكن أن يأمنهم المرء علي حبه.
طلبت منها بعد ذلك أن تعطيني ورقة وقلم لكي أكتب عليها بعضاً مما أحمله في قلبي . لم أكن أعلم حينها ماذا يجب عليً أن أكتب. أمسكت بالقلم وبدأت أكتب لها ما يلي
إلي الفتاة التي أحببتها وأحبتني .. إلي الفتاة التي تمنيت أن تصير زوجتي .. أنتي خائنة
تعجبت مما كتبت ثم سألتني قائلة :
- لماذ تصر علي تسمية ما فعلت بالخيانة ؟ - ماذا تريدين أن أسميه إذن - سميه حب بلا زواج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق