إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 14 مايو 2015

الرسالة الأولي

كنتُ أجلس في مكان ما بعدما انتهيتُ من أحد الدورس. خرج الطلاب من المكان وظللت أنا جالساً في مكاني وقد وجدتك قادمة من بعيد ومعكِ زميلاتك. كنت حينها أتحدث مع إحدي صديقاتي التي كنت أحبها من قبل. كانت قد أتت لتخبرني أنها نادمة لأنها لم تحبني حينما عبرت لها عن حبي وتريدني أن أنسي كل شيء قد حدث وأن نبدأ من جديد.
لم أكن أبالي لكلماتها فأنا قد عزمت منذ زمن طويل لنسيان حبي لها وبالفعل إستطعت أن أنجح في ذلك. لم أكن أعلم أن المرء يستطيع أن يحب مرة واثنين وثلاثة !!
كانت تبكي بشدة حينما رأتني أنظر إليكِ وأنتِ بجانبي. لم تكونين حينها تعرفين أن أنظر إليك فقد كنتِ منهمكة في الحديث مع زميلاتك.

أما حبيبتي الأولي فهي غيورة جداً ومصابة بحب التملك وحينما رأت أنه لا أمل في بعد الآن ذهبت غاضبة تاركة المكان ودموعها علي خديها. لم أكن أبالي كثيراً بمشاعرها لأنها أيضاً لم تكن تبالي بمشاعري في يوم من الأيام.
أستعجب كثيراً لهؤلاء الذين لا يعرفون ما يملكونه في إيديهم وبمجرد أن يفقدوه يأتوا إليه مُهرولين راغبين في إستعادته مرة أخري ونادمين أنهم رفضوا امتلاكه حينما كان الشيء أمامهم ونصب أعينهم. صدقت المقولة حينما تقول أننا لا نعرف قيمة الشيء إلا بعد فقدانه ومن يندم علي شيء كان بإمكانه الحصول عليه وتركه يرحل فهو إنسان غبي وجاهل جداً.
لا شيء يبقي علي حاله ومن كانت لهم مشاعرناً أمس ستبصح لغيرهم اليوم.
بعدما ذهبت الفتاة وجدتني أعاود النظر إليكِ فهذه كانت أول مرة أراكِ فيها. لقد كنتِ جميلة حقاً وإبتسامتك رائعة. كنا أنا وأنتِ نتظاهر في أول الأمر أننا لا نعرف بعضنا البعض وأن معرفتنا علي صفحات التواصل الإجتماعي لن تجعلنا نتحدث سوياً في العالم الحقيقي.
لم أكن أظن أنك من هؤلاء الحمقي الذين يعرفون بعضهم علي صفحات التواصل الإجتماعي ويتحدثون ليلاً ونهاراً من خلال شبكة الفيس بوك وحينما يرون بعضهم البعض يُعرض كلاً منهما وجه عن الآخر. لقد كنتِ أكبر وأرقي من ذلك بكثير يا عزيزتي !!
أصبحتِ تبادلينني نفس النظرات وفجأة أمسكتي بيدي ونظرتي إلي نظرة ملؤها الشوق والحنان. كنت أود أن أسألك الكثير فمنذ أن عرفتك وأنتِ حزينة بائسة ولا أعلم سبباً لذلك. ربما تواجهين كثيراً من المشاكل ولكنني أعلم أنكِ قادرة علي التغلب عليها ومواجهة الصعبات في طريقك. كنت أود حقيقة أن أقول لكِ الكثير ولكني اكتفيت بالنظر إلي عينيكِ.
لم تصدر منك كلمة واحدة علي الرغم من أنني كنت أشتاق لسماع صوتك كثيراً. فلابد أنه جميلٌ وراقٍ مثلك. ولكن كنت تنظرين إلي فقط ويكأنك قد وجدتي شيئاً تبحثين عنه من زمن بعيد. هل تعلمين أيضاً ؟.. لقد سمعت قلبك يقول " الآن قد وجدت ضالتي" ..