إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 18 يناير 2014

اغضب يا مرسي وافرم يا سيسي

هكذا بدأ العنف في الشوارع بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير التي وصفت مؤخراً بثورة سوكا والتي وصف أيضاً أهلها بالمرتزقة وقل ما يحلو لك من تشويه لثورة 25 يناير بعد انقلاب 3 يوليو. تشهد مصر الآن حالة من الإستقطاب السياسي لم تشهدها من قبل.لقد بلغ حد الإستقطاب ذروته بين جميع أطياف الشعب المصري. فبعد دستور مارس 2011 ودعوات بعض الإسلاميين للتصويت بنعم لمن يريد أن يدخل الجنة وأن التصويت بلا سوف يودي بصاحبه إلي النار وكأن مفاتيح الجنة والنار أصبحت في قبضتهم .. ما علينا !

بدأت حالة الإستقطاب السياسي تحتد تدريجيا بعد خيانة الإخوان للثوار في أحداث محمد محمود وأحداث مجلس الوزراء بدافع أن الوطن مقبل علي أول إنتخابات برلمانية بعد الثورة ولا وقت للتمرد. ثم شهدنا من الإسلاميين نغمة : " إيه اللي وداهم هناك " " دول بلطجية يستحقوا القتل " وكأن من جلسوا معهم في 25 يناير كانوا ثوارا وأحرارا وبعدما تعارض التمرد مع مصلحتهم في الحصول علي كراسي البرلمان أصبحوا بلطجية وعملاء.. يا للخسة والندالة.

أتي دكتور مرسي إلي الحكم وتعالت الأصوات مطالبة مرسي بأن يغضب بقولهم " إغضب يا مرسي وإحنا معاك " .. كانوا يريدون إقصاء كل من يخالفهم الرأي وإستباحة دمه وموقعة الإتحادية أكبر دليل علي ذلك. فبعد التعرض والإعتداء بالضرب والسحل علي مواطني الإتحادية من قبل الإخوان بحجة أن مرسي كان سيتم خطفه. لا أعلم كيف كان سيتم خطفه .هل كان سيتم وضعه في شوال مثلا والذهاب به بعيد ؟ .. ما علينا !! .. ناهيك عن تهديدات التي كانت تلقي علي منصة رابعة قبل 30/6 ومن هنا ثبت بالدليل القاطع أن الإخوان لن يفعلوا إلا ما يحلو لهم وأي مخالف في الرأي سيتم التنكيل بيه وتهميشه.

بعد ذلك أتي حامي حمي الديار المصرية الذي صان أعراضنا وحمي نسائنا البطل الدكر " هكذا يسمونه " الفريق أول عبد الفتاح السيسي ليطيح بأول رئيس مدني منتخب انتخاباً حراً ديموقراطياً. لقد غنوا له تسلم الأيادي وجعلوا منه شخصاً معصوماً من الخطأ .. أصبحت كلماته مجابه بدون تفكر وتهافتت الأصوات تطالبه بالترشح للرئاسة رغما ًعنه .. وما أكثر القطيع في هذا الوطن !!

لقد ظن الفريق أول عبد الفتاح السيسي أن الإنقلاب سيكون سهلاً وأن مؤيدي الرئيس المعزول سيذهبون إلي بيوتهم معلنين إستسلامهم وإنخضاعهم لما فعله عبد الفتاح السيسي. إستمرت التظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول مطالبة بعودة الرئيس الشرعي للبلاد. وهنا قد أصاب مؤيدي السيسي مرض الإخوان الذي قد أصابهم في ظل حكم الدكتور مرسي. فلم يعودوا يقبلون بالرأي الآخر.أصبح يتم وصف كل معارض للإنقلاب وضد النظام الحالي بأنه إخوان وإرهابي وطابور خامس وخلايا نايمة . أصبحوا يؤيدون القرار قبل أن يعرفونه فقط لأنه خارج من فم عبد الفتاح السيسي اللي كلامه بينقط عسل وسكر .تباينت الأقوال في ذلك وقد قيل أنه قد أصابهم الخطف الذهني وأنهم عباد البيادة .لقد أعطوا تفويضاً للفريق السيسي بقتل معارضي الإنقلاب الذي يوجد من بينهم كثير من اللا إخوان . قالوا له " إفرم يا سيسي وإحنا معاك " وتلك الأيام نداولها بين الناس فمن كان يطلب سيده بالأمس بأن يغضب ضد معارضيه وهو في موضع قوة أصبح المعارضين الآن هم من يطلبون من سيدهم بأن يفرم. وبالفعل وجدنا السيسي يستجيب لمن يستحل القتل وقام بالواجب علي أكمل وجه ولم يبخل بشئ من قوة نظامه . قد قام بثلاث مجازر مختلفة في أحداث المنصة والحرس الجمهوري ورابعة . تعد مذبحة رابعة من أشنع المجازر التي حدثت علي مر التاريخ والتي لن يغفرها التاريخ لمرتكبيها . ناهيك عن القتل العشوائي وقمع المظاهرات الرافضة للإنقلاب وحملة الإعتقالات العشوائية التي يشنها النظام الحالي .

بعد ظهور السيسي أعتقد البعض أن السيسي سيكون سبباً في التفاف جميع أطياف الشعب المصري مرة أخري وسينهي حالة الإنقسام الموجودة بينهم والتي قد تسبب فيها الرئيس المعزول محمد مرسي . لم يلبث الأمر قليلاً إلا أننا وجدنا السيسي زاد من حدة الإنقسام الموجودة في الشارع كما أن إعلامنا الطاهر لعب أيضاُ دور كبير في ذلك. الثوار أيضاً خانوا حينما سكتوا علي كل هذه الجرائم التي إرتكبها الفريق عبد الفتاح السيسي في حق الشعب المصري ولم نسمع لهم صوتاً في الشارع إلا حينما تعلق الأمر بقانون التظاهر. أين كنتم حينما كان يقتل مئات المصريين في الشوارع. أنتم تعلمون جيداً أنه ليس كل رافضي الإنقلاب ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين ومع ذلك رفضتم التظاهر في الشوارع ضد النظام الحالي بحجة أن ذلك سيكون في مصلحة الإخوان المسلمين.. هل أصابتكم الإخوانوفوبيا ؟ .. إذن يجب أن تعالجوا أنفسكم !!


الكل أخطأ والكل خان وحان الوقت لتصحيح مسار الثورة الحقيقة التي ضحي من أجلها الكثيرون بحياتهم من أجل أن يحيا هذا الوطن. اتحدوا وانسوا الخلافات التي بينكم وأسقطوا هذا النظام الفاشي المستبد . اتحدوا قبل أن تصبحوا مثالاً سيئا لكل الثائرين بعدكم. إتحدوا وأعيدوا ثورة 25 يناير وإلا ستصيروا نكتة ومسخة التاريخ .. اتحدوا قبل أن تموتوا جميعاً !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق