إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 28 فبراير 2014

ديماغوجية السيسي

الديماغوجيا من اليونانية "ديما" مشتقة من كلمة "ديموس" وتعني شعب و"غوجيا" من "أكين" وتعني قيادة وهي إستراتيجية لإقناع الآخرين بالإستناد إلي مخاوفهم وأفكارهم المسبقة.
الديموغاجية تدل على مجموعة الأساليب والخطابات والمناورات والحيل السياسية التي يلجأ إليها السياسيون لإغراء الشعب أو الجماهير بوعود كاذبة أو خداعه وذلك ظاهريا من أجل مصلحة الشعب، وعمليا من أجل الوصول إلى الحكم على مشاعر ومخاوف الشعوب، ويعتبر بعض السياسيين أفضل من غيرهم وربما محترفون في ذلك. وعليه فهي خداع الجماهير وتضليلها بالشعارات والوعود الكاذبة.

والديماغوجي هو الشخص الذي يسعى لاجتذاب الناس إلى جانبه عن طريق الوعود الكاذبة والتملق وتشويه الحقائق ويؤكد كلامه مستندا إلى شتى فنون الكلام وضروبه وكذلك الاحداث ؛ ولكنه لا يلجأ الى البرهان أو المنطق البرهانى لأن من حق البرهان أن يبعث على التفكير وأن يوقظ الحذر، والكلام الديماغوجي مبسط ومتزندق ؛ يعتمد على جهل سامعيه وسذاجتهم واللعب على عواطفهم، مثل قول البعض مخاطبا العامة "إني أحبكم"، "صدقونى إني أحبكم".

لابد وأثناء قراءتك لهذه الكلمات قد خطر في بالك شخصية سياسية لامعة كالبرق قد ظهرت في الآونة الأخيرة .لطالما تجد هذه الشخصية مرفهة الإحساس جياشة المشاعر. يخرج علينا صاحبها بين الحين والآخر ليعلمنا درسا جديدا في الرومانسية وليالي الحب. إنه ملك الرومانسية الذي سيعيد إلينا أيام الزمن الجميل، زمن السيدة أم كلثوم والحب كله ، زمن العندليب الأسمر وأول مرة تحب يا قلبي. ننتظر طلته البهية علي شاشات التليفزيون لنأخذ منه جرعة الرومانسية ولكي نتعلم منه كيف يغازل المرء زوجته. لسانه بينقط عسل وسكر وشهد. صاحب أجمل إبتسامة عرفتها مصر منذ الثلاثين من يونيو والحائز علي لقب حبيب الملايين. لا تتعب نفسك في التفكير كثيرا يا عزيزي .. إنه السيسي !

السيسي الذي طالما انتظرناه، راودنا السيسي في منامنا كثيرا وعلمنا أنه سوف يأتي يوم ويظهر رجل مخلص سيعمل من أجل الشعب..إنه السيسي.. السيسي الذي نتمني اليوم قبل غد ان نراه علي كرسي رئاسة الجمهورية. إنه يستحق أن يبقي رئيسنا ويحكمنا للأبد. وكيف لا وقد أنقذ مصر من المخطط الصهيو أمريكي وقضي علي جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وقتلهم وأعادهم جميعا إلي المكان الذي أتوا منه.. أبو زعبل !

"ماتكسروش بخاطر مصر.. انتو متعرفوش ان انتم نور عينينا ولا ايه .. مصر مش هتنسي ابدا اللي وقف جنبها.ومش هتنسي اللي وقف ضدها.. جيش و شعب لا ميصحش شعب و جيش و شرطة ايد واحدة .. العمل يا ولاد مصر. احنا تتقطع ايدينا قبل ما تمسكم .. احنا بنخاف ربنا ".. كلها عبارات تخاطب الغرائز وتخدر المشاعر. جميعها عبارات يستخدمها السيسي لتنفيذ مصالحه الذاتيه واكتساب شعبية له علي أرض الواقع وإعطاء شرعية له ومبرر لإرتكاب جرائم أكثر بإسم الشعب المصري. لا بأس من المزيد من التملق والتكلف وبيع الكلام الفضفاض لخداع الشخص المقابل والضحك علي الذقون إلي أن يقعوا في أحضانك. لا بأس من أن تفعل ذلك ما دمت تثق أن الشخص الذي أمامك إما أن يكون أمي أو جاهل أو غبي.

"أعطني إعلاما بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي "." استمر بالكذب حتي يصدقك الناس " .الجملتان لجوزيف جوبلز وهو وزير الإعلام النازي في زمن هتلر. إذا أردت أن تضحك علي قوم إستمر بالكذب عليهم. إستمر بخداعهم وتضليلهم ما دام لك أبواق كثيرة في الإعلام تستغل أمية وجهل فئات كثيرة من الشعب. أبواق جعلت الكذب رزق لها وصدق قول الله فيهم حينما قال "وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون " ز يحاولون اقناعنا عبثا بأن مصر ستبقي قد الدنيا كما قال السيسي. كيف ستبقي مصر قد الدنيا في ظل هذه الفوضي والإستبداد التي تسوقه الدولة ضد كل من يعارضها والتنكيل به وربما قتله.

كلمة السيسي أصبحت تتردد في القنوات الفضائية أكثر من كلمة مصر. أصبحنا بعد إنقلاب الثالث من يوليو نري مصر في رجل واحد ولرجل واحد بعد أن كانت مصر للجميع وستبني بيد الجميع. أحبوا السيسي كثيراً حد أنهم جعلوا منه إلهاً يسجد له من دون الله..السيسي لا يخطئ.. السيسي يفعل ما فيه الصواب لمصر..السيسي هو من أنقد مصر.. دعوهم إنهم قوم مسحورون !

سيواصل السيسي ديماغوجيته وسيستمر في الكذب والخداع والتضليل أكثر وأكثر بإسمكم فلا تنخدعوا. هو لا يحبكم بل يأخذكم غطاء لجرائمه وحماية لرقبته .سيترككم تموتون كما ترك شباب حادث سانت كاترين.وإذا تعارضت مصلحتكم يوما مع مصلحته الشخصية سيلقي بكم جميعاً في السجون ولكم فيمن ساندوه وصفقوا له يوم الثالث من يوليو عبرة وهم الآن بين أربع حوائط. فاعتبروا يا من ميزكم الله بالعقل.

المقالة منشورة علي جريدة روز اليوسف ومجلة أقلام وكتب
http://www.rosaelyoussef.com/news/78603/%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%A7%D8%BA%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A

http://www.pensandbooks.com/article.php?id=346


أيمن خالد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق